أوكرانيا : بين مطرقة الناتو و سندان أطماعه
أوكرانيا : بين مطرقة الناتو و سندان أطماعه ربما لو سألت أحدهم عن أكثر شيء لطيف يحبه، قد تكون الإجابة “قطة”؛ كائن تنازل عن عرشه كنمرٍ أو أسد، وقبل أن يُسمّى “فوفو” و”مومو”، تُلاعبه، وتشتري له طعامًا، وتُلبسه ملابس جميلة. سيبقى معك تمامًا… لكن جرّب أن تخيفه، أو تضعه في زاوية، وتهدده بموقف “إما أنا أو أنت”، هذا الكائن اللطيف سيتذكر أصله كالنمر أو الأسد، وسيمزقك بأظافره حتى يسيل منك الدم. أعتقد أن هذه المعضلة البسيطة، لو فهمناها، قد تساعدنا على فهم الوضع السياسي الأوكراني الحالي، وكيف ساهم الناتو في تدهور البلد إلى الحالة التي وصلت إليها اليوم. لفهم الأزمة التي تمر بها أوكرانيا اليوم، يجب أن ندرك أن عالمنا أحادي القطب هو ظاهرة حديثة نسبيًا بدأت مع انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991. قبل ذلك، كان العالم ثنائي أو متعدد الأقطاب، مقسومًا بين أمريكا والمعسكر الغربي من جهة، والاتحاد السوفييتي والمعسكر الشرقي من جهة أخرى. السياسيون الذين نشأوا في تلك الحقبة تبنّوا منهجية عمل أقرب إلى الواقعية، ما جعل مواقفهم السياسية أكثر براغماتية وأشبه بلعبة الشطرنج. لكن مع انهيار جدار برلين وسقوط الاتحاد ...