كيف اعادت اتفاقيات التطبيع هندسة المجتمعات العربية ؟
كيف اعادت اتفاقيات التطبيع هندسة المجتمعات العربية ؟ اليوم الجمعة، ووالدك قرر أن يخترع لك عملاً جديدًا ليشغلك به، فتذكّر فجأة أنه يملك مسجل أشرطة كان ينوي إصلاحه منذ عشرين عامًا ليستمع إلى أغنية إنت عمري لأم كلثوم على الكاسيت. وبينما كنت تبحث في صندوق الأشرطة القديم، وقعت يدك على شريط يحمل أغنية جوليا بطرس وين الملايين؟ الشعب العربي وين؟. قد أكون تأخرت ثلاثين عامًا عن الأغنية، لكنني اليوم أتيت لأجيب عن هذا السؤال، وكيف أن اتفاقيات التطبيع أعادت تشكيل المجتمعات العربية. في دراسة نُشرت عام 2009 تحت عنوان “نحو قيادة بناءة اجتماعيًا”، تم الحديث عن كيفية تشكيل العقيدة العسكرية الحديثة من خلال الإجابات على أسئلة مثل: من نحن؟ ما هي غايتنا؟ كيف السبيل إلى هذه الغاية؟ وكيف وصلنا إلى هذه الغاية في الماضي؟. ورغم أن هذه المعايير تُستخدم عادة لتقييم عقيدة الجيوش، إلا أنني أعتقد أنها تحمل أيضًا وجهًا يمكننا إسقاطه على المجتمعات المدنية. إذ إن الإجابات على هذه الأسئلة تُعتبر بمثابة ما أطلق عليه علماء الاجتماع “العقد الاجتماعي”. ومن أجل فهم كيفية وصول المجتمعات...